ورة النصر

بسم الله الرحمن الرحيم :
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَوَاسْتَغْفِرْهُ
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3( سورة النصر


قوله تعالى: " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا "
لما كان هذا النصر والفتح إذلالا منه تعالى للشرك وإعزازا للتوحيد
وبعبارة أخرى إبطالا للباطل وإحقاقا للحق


ناسب من الجهة الاولى تنزيهه تعالى وتسبيحه، وناسب من الجهة الثانية
- التي هي نعمة – الثناء عليه تعالى وحمده فلذلك أمره(صلى الله عليه وآله وسلم)
بقوله: " فسبح بحمد ربك ".


وههنا وجه آخر يوجه به الامر،،،


بالتسبيح ،،، والتحميد ،،، والاستغفار ،،، جميعا وهو أن للرب تعالى:


" على عبده أن يذكره بصفات كماله ويذكر نفسه بما له من النقص والحاجة
ولما كان في هذا الفتح فراغه (صلى الله عليه وآله وسلم) من جل ما كان عليه
من السعي في إماطة الباطل وقطع دابر الفساد أمر أن يذكره عند ذلك،،،


بجلاله وهو التسبيح ،،،
وجماله وهو التحميد ،،،


وأن يذكره بنقص نفسه وحاجته إلى ربه وهو طلب المغفرة ومعناه فيه
(صلى الله عليه وآله وسلم) - وهو مغفور - سؤال إدامة المغفرة فإن الحاجة إلى
المغفرة بقاء كالحاجة إليها حدوثا فافهم ذلك، وبذلك يتم شكره لربه تعالى


وقوله: " إنه كان توابا " تعليل للامر بالاستغفار لا يخلو من تشويق وتأكيد.
(تفسير الميزان)


قال تعالى: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك
صراطا مستقيما (2) وينصرك الله نصرا عزيزا (3) الفتح


فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة
كيفما كان، والمغفرة هي الستر على الشئ،
(تفسير الميزان)


__________________________________________________ _




تعليق:




اي ان طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى له شروط فلا نكتفتي بقول
استغفر الله ... ونحن مستمرين في المعاصي والكذب والظلم .. الخ
فيجب علينا بازالة كل ما يعيق طلب رضاه ... بالتوبة اولا ،،
لان التوبة سبب لغفران الذنوب ،،،
ويجب ان نثق بالله ونحسن الظن به وانه غفور رحيم،،،،
وذكره في كل الاحوال ،،،،


اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا
عفوك عفوك عفوك


استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه



التالي : ( وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الاسراء



لكم خالص دعواتي واطيب تحياتي
نسألكم الدعاء